ماهي أسباب وأعراض وعلاج سرطان الدم عند الأطفال







ماهي أسباب وأعراض وعلاج سرطان الدم عند الأطفال

سرطان الدم عند الأطفال

إن سرطان الدم يمثل ثلث حالات السرطان التي تصيب الأطفال، وأصل كلمة سرطان الدم "leukaemia" وهي كلمة يونانية تعني الدم الأبيض، وتُصنف المنظمة البريطانية لبحوث أمراض السرطان، سرطان الدم في خانة مجموعة من الحالات الخبيثة التي تؤثر على نخاع العظام حيث يتم تكوين خلايا دم غير ناضجة، ببساطة فسرطان الدم يصيب خلايا الدم البيضاء، وتحدث في بريطانيا 400 حالة سنويا، أما في أميركا فيعتبر سرطان الدم من أكثر أنواع سرطانات الأطفال شيوعا، ويمثل 25 % من الحالات التي تؤثر على 2200 طفل كل عام.

مالذي يحدث عند الإصابة بسرطان الدم ؟

يتم إنتاج خلايا الدم في نخاع العظام، وهي الأنسجة الأسفنجية في وسط العظام، وينتج نخاع العظام كل خلايا الدم من الخلايا الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية، وهناك نوعان مختلفان من خلايا الدم البيضاء: خلايا متعلقة بالنخاع الشوكي والخلايا اللمفية، وتعمل هذه الخلايا معا لمكافحة العدوى بطرق مختلفة، كما تعتبر عناصر حيوية في الجهاز المناعي للجسم.
يتم النمو والتطور الطبيعي للخلايا في نخاع العظام عبر مراقبة دقيقة لإنتاج عدد محدد من كل خلية لإبقاء الجسم في صحة جيدة، وعند الإصابة بسرطان الدم تكون عملية إنتاج خلايا الدم خارج نطاق السيطرة، إما لعدم تمكن الخلايا من النمو الطبيعي أو الإفراط في إنتاج خلايا غير ناضجة بلا ضابط، أو الاثنان معا، فتملأ الخلايا غير الناضجة نخاع العظام وتمنع تطور الخلايا السليمة، مما يؤدى إلى إرتفاع عدد الخلايا البيضاء الفاسدة، ويؤدي هذا الإرتباك إلى إضطرابات في تطور الخلايا الدموية الأخرى نظرا لتأثر نخاع العظام.

أنواع سرطان الدم عند الأطفال

سرطان الدم يمكن تصنيفه باللمفاوي أو بإبيضاض الدم، فاللمفاوي أو إبيضاض الدم يشير إلى تأثر أي نوع من خلايا الدم، وبإمكان المرض أن يكون حادا أو مزمنا:
• سرطان إبيضاض الدم ويؤثر على الأنواع الأخرى من الخلايا البيضاء أو الحمراء أو الصفائح.
• سرطان الدم اللمفاوي يحدث نتيجة لتأثر الخلايا اللمفية.
يتطور سرطان الدم الحاد بسرعة، وإذا لم تتم معالجته على الفور فسيتطور بشكل سريع، في حين أن سرطان الدم المزمن بطيء التطور وبطيء التقدم حتى لو لم يتم علاجه.

الأنواع الرئيسية لسرطان الدم

• إبيضاض الدم النقوي المزمن:
ويمثل أقل من 3 % من سرطان الدم عند الأطفال.
• إبيضاض الدم النقوي المزمن:
والذي يعتبر مسؤولا عن معظم ما تبقى من الحالات.
• سرطان الدم اللمفاوي المزمن:
وهو نادر عند الأطفال.
• سرطان الخلايا اللمفية الحاد:
ويمثل 80 % من الحالات، الأكثر شيوعا بين سن 2 و 5 سنوات، ويصيب الأولاد أكثر من البنات.

لكل نوع من أنواع سرطان الدم المختلفة خصائصه وطريقة علاج خاصة، وتشير الدراسات إلى أن معظم إصابات سرطان الدم عند الأطفال هي من النوع الحاد، إضافة إلى ذلك فإن ما يقرب من نصف عدد الأطفال الذين يعانون من سرطان الدم تحت الخامسة، وتعد الإصابة أكثر شيوعا هي لدى الذكور بنسبة 10%.

أسباب سرطان الدم عند الأطفال

إن السبب الحقيقي للإصابة بسرطان الدم عند الأطفال غير معروف، ولكن هناك بعض العوامل التي قد تزيد من إحتمالات الإصابة، منها:
• تشير الأبحاث العلمية إلى أن هناك إحتمال 10% أن يكون سرطان الدم اللمفاوي المزمن وراثيا، لكن ليس هناك دليل على أنه مرض وراثي.
• الإضطرابات الجينية، فالأطفال الذين يعانون من مرض مثل متلازمة داون يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الدم.
• سرطان الدم عند الأطفال ليس معديا، ولكن الأبحاث أظهرت أن بعض العدوى الفيروسية قد تكون بمثابة محفزات لهذا المرض، مثل خلايا سرطان الدم البشرية فيروس تيHuman T cell" leukaemia" الذي ينتشر بكثرة في اليابان ومنطقة البحر الكاريبي.
• بعض المواد الكيميائية مثل البنزين والتي تزيد من خطر الإصابة بالمرض.
• لا يوجد حتى الآن أي دليل على وجود صلة بين إرتفاع الإصابة بسرطان الدم عند الأطفال الذين يعيشون بالقرب من المجالات الكهرومغناطيسية، مثل خطوط الضغط العالي وخطوط الكهرباء وغيرها من المنشآت الكهربائية.
• التعرض للإشعاع، وخاصة الجرعات العالية فهي أكيد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الدم.

علامات وأعراض سرطان الدم عند الأطفال

فعندما تتكاثر الخلايا غير الطبيعية في نخاع العظم ينخفض إنتاج الخلايا الطبيعية، بعض الأعراض والعلامات الشائعة تشمل ما يلي:
• زيادة التعب والإرهاق نتيجة لفقر الدم.
• النزيف أو ظهور الكدمات التي تستغرق وقتا أطول لتخثر الدم بسبب إنخفاض الصفائح الدموية.
إقرأ أيضا:
أسباب وأعراض وعلاج فقر الدم الحاد
• زيادة حدوث الإلتهابات المناعية، وضعف المناعة بسبب سوء أداء الخلايا.
• فقدان الشهية.
• آلام عامة.
• تضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة، أو في الفخذ أو الأماكن الأخرى.
• أحيانا قد تنتشر الخلايا السرطانية في المخ، فتسبب الصداع والتشنجات وغيرها من المشاكل العصبية.

تشخيص سرطان الدم عند الأطفال

يجب على الوالدين، أن يكونا دائما في حالة يقظة، وملمين بصحة أطفالهم، فالتشخيص المبكر لسرطان الدم يساهم بشكل كبير ويؤثر على نتائج العلاج، ولهذا إذا شعرتم بأن طفلكم مريض، لا تترددوا في أخذه إلى الطبيب.
إن تشخيص سرطان الدم عادة يتم من خلال فحص الدم، الذي قد يُظهر وجود خلايا غير طبيعية، وإنخفاض عدد خلايا الدم الطبيعية، ولتأكيد التشخيص تؤخذ عينة من نخاع العظام، ويمكن إجراء بعض التحاليل الأخرى مثل ثقب في أسفل الظهر والأشعة السينية للصدر للتأكد مما إذا كان هناك إنتشار للخلايا السرطانية، وتعتمد التحاليل التي يتم إجراؤها على حالة الطفل الصحية وأعراضه.

علاج سرطان الدم عند الأطفال

الهدف الرئيسي من العلاج هو القضاء على جميع خلايا سرطان الدم لكي يستطيع نخاع العظام أن يعمل بشكل صحيح، نوع العلاج يعتمد على نوع السرطان وتشخيص الخلايا المتضررة، فضلا عن عمر الطفل، وعلى الرغم من أن علاج سرطان الدم يتم عن طريق جرعات من العلاج الكيميائي فقد يكون مزيج الأدوية مختلفا، وعادة ما يعد الأطباء برنامجا مكثفا للعلاج الذي يتم في عدة مراحل وهي كالتالي:
• مرحلة التعريف:
وتشمل تقديم علاج مكثف لتدمير أكبر عدد ممكن من الخلايا السرطانية، وعادة ما تستمر هذه المرحلة من أربع إلى ستة أسابيع وبعد ذلك يتم إختبار لنخاع العظم في نهاية المرحلة للتأكد من عدم وجود الخلايا السرطانية، وإذا لم تكن هناك خلايا واضحة، فإن وضع الطفل يعد في مرحلة الهجوع.
• مرحلة النقاهة:
وتشمل هذه المرحلة إبقاء حالة الهجوع والحفاظ على عدم وجود الخلايا السرطانية، والوقاية من إنتشار الخلايا في الدماغ والنخاع الشوكي، وهذه المرحلة يمكن أن تستمر لسنتين أو ثلاث سنوات، ويكون العلاج بأقراص يومية وحقن شهرية من العلاج الكيميائي، لخطورة المرض وطول مدة العلاج لا بد من متابعة الطفل عن كثب لكي لا تحدث حالة إنتكاس العلاج، فقد يتكرر ظهور الخلايا السرطانية، والعلاج الكيميائي لديه مضاعفاته لأنه يقتل الخلايا السرطانية ولا يستطيع فرزها من الخلايا الطبيعية النامية، لذلك يحدث تساقط الشعر وغيرها من الأعراض، ولكن عندما يتم العلاج ينمو الشعر مرة أخرى.

ماذا يجب على الآباء فعله بعد إصابة الطفل بسرطان الدم ؟

لقد تطور الطب العلاجي بصورة هائلة، فيتم الآن علاج 7 من كل 10 أطفال بنجاح، ولكن علينا أن نتذكر أن سرطان الطفولة ما زالت له آثار وخيمة على جميع أفراد الأسرة، فالتأثر النفسي بالإضافة إلى الإجهاد الجسماني الذي قد يصيب الطفل قد يؤثر على كل أفراد الأسرة، لأنه مجرد التفكير في أن الطفل قد يموت هو كابوس لا يرغبه أي والد أو والدة، وطوال فترة العلاج، قد يبقى الطفل لفترات طويلة في المستشفى وقد ينتكس ويفقد الشعر، وكلها عوامل إستنزاف عاطفي، مع ذلك من المهم تذكر أنه في هذا الوقت يحتاج الطفل إلى الدعم النفسي من طرف والداه، فالتحديات قد لا تكون سهلة بالنسبة لكل أب وأم، ولهذا لا يجب معاملة الطفل كأنه سيموت غدا، لأن في عصرنا هذا سرطان الدم يمكن علاجه بسهولة، على الرغم من أن الطريق سيكون صعبا وطويلا جدا، فلابد من تشجيع الطفل ومنحه الثقة والأمان والشجاعة والقوة والرغبة في الحياة بصحة جيدة، صحيح أن الطفل مريض بسرطان الدم ولكنه على قيد الحياة.

إقتراحات لمساعدة الطفل بعد إصابته بسرطان الدم

• معرفة أكبر قدر ممكن من المعلومات عن هذا المرض، وإذا كان الطفل قادرا على إستيعاب حقيقة مرضه، فيجب على والداه أن يشرحا له طبيعة المرض وخطوات العلاج.
• ينبغي التحدث مع الأخصائيين من ذوي الخبرة في الشؤون الاجتماعية والنفسية، لأنهم يمكن أن يقدموا المشورة لكل الوالدان والأطفال الأكبر سنا في التعامل مع هذا المرض.
• يجب على الأم أن تتذكر أنها ليست وحدها، لهذا يجب أن تطلب الدعم من العائلة والأصدقاء، وهذه هي أصعب الأوقات التي يمكن أن تواجه الوالدين، لذلك عليهما أن يكونا قويين ليبقى طفلهما قويا.
• تجنب الحماية الزائدة للطفل أو تقييد أنشطته، كما يجب إتباع نصيحة الطبيب في الأنشطة التي يمكن أن يقوم بها الطفل.
• التأكد من أن الطفل يأكل بشكل جيد، رغم أن العلاج الكيميائي يسبب الغثيان والقيء، ولذلك حاولي جعل الأصناف التي يأكلها ممتعة له.
• ينبغي تشجيع الطفل على تناول السوائل مثل عصائر الفواكه والمشروبات والمياه.
• يجب مساعدة الطفلك على العناية بفمه، فإذا لم يكن الطفل قادرا على تفريش أسنانه بشكل منتظم، يجب مسح الأسنان واللثة واللسان بقطعة مبللة بغسول الفم المخفف، كما أن النظافة الشخصية أمر هام للطفل لأنه أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
• إذا بدأ الطفل يفقد شعره، يجب طمئنته وذلك بجعله يشعر بأنه ليس بالأمر السيء، وسوف ينمو الشعر بعد العلاج.
• يجب منح الطفلك الحب والحنان، فحنان الوالدين يمكن أن يكون معالجا قويا.
• يجب التأكد من معرفة وفهم الأسرة والأصدقاء ما يحدث، قد يكون الأمر مخيفا ومزعجا لإخوة الطفل المريض بسرطان الدم ، لذلك ينبغي العمل على ترابط الكل للتغلب على المحنة التي تواجه الأسرة.