سرطان العظام: تعرف على أنواعه والأسباب والأعراض والتشخيص وخيارات العلاج والوقاية







سرطان العظام

يعتبر موضوع سرطان العظام ذو أهمية كبيرة في مجال الطب والصحة، كم يُعد نوعًا نادرًا من الأورام السرطانية، والتي تبدأ في الخلايا المُكوِّنة للعظام، ويتسبب سرطان العظام في نمو غير طبيعي للخلايا وتكاثرها بشكل غير منضبط، مما يؤدي إلى تشكيل كتلة سرطانية في العظم، والتي تؤدي بدورها إلى آلام مستمرة وتورم وضعف في المنطقة المصابة مما يتسبب في العديد من المشاكل والتحديات الصحية والنفسية للأشخاص المصابين بهذا المرض الخبيث.


سرطان العظام: تعرف على أنواعه والأسباب والأعراض والتشخيص وخيارات العلاج والوقاية

على الرغم من ندرة سرطان العظام، فإن التشخيص المبكر والعلاج السليم يمكن أن يؤديان إلى فرصة عالية للشفاء، ويتطلب تشخيص سرطان العظام الفحوصات المتخصصة مثل الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المحوسب، وبالنسبة للعلاج، يتم تحديده بناءا على نوع ومرحلة الورم وتفضيلات المريض، ويشمل عادة الجراحة والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي.

ومن خلال هذا الموضوع حول سرطان العظام سنلقي نظرة عامة عن أسباب الإصابة وعوامل الخطر والأعراض وأنواع الأورام العظمية وطرق التشخيص وخيارات العلاج المتاحة، ستسلط الضوء أيضًا على الأبحاث والابتكارات الحديثة في مجال مكافحة سرطان العظام، بالإضافة إلى التوعية والوقاية من هذا المرض المميت.

ماهو سرطان العظام

هو مرض خبيث ينشأ من خلايا العظم ويمثل تحديا كبيراً في مجال الصحة العامة، يعتبر سرطان العظام نادرا مقارنة بأنواع السرطان الأخرى، إلا أنه يمكن أن يكون مدمرا للغاية ويؤثر بشكل كبير على حياة المصابين به وأسرهم.

يتطور سرطان العظام عندما تتحول خلايا العظم العادية إلى خلايا سرطانية غير طبيعية تنمو بشكل غير منتظم وتشكل أوراما خبيثة في العظام، وعلى الرغم من أنه يمكن أن يصيب أي شخص في أي عمر، إلا أن سرطان العظام يكون أكثر شيوعا بين الأطفال والمراهقين في سن المراهقة، وعادة ما يبدأ في العظام الطويلة مثل الساقين والأذرع، ولكنه قد ينشأ أيضا في العظام المسطحة مثل الحوض أو الأضلاع.

أسباب سرطان العظام

سرطان العظام ناتج عن تحول خلايا العظم الطبيعية إلى خلايا سرطانية غير طبيعية، ولكن لا يزال السبب الدقيق لتحول هذه الخلايا غير واضح تماما، ومع ذلك، هناك عوامل محتملة يُعتقد أنها قد تؤثر في زيادة خطر الإصابة بسرطان العظام، والتي تشمل مايلي:
_ العوامل الوراثية:
يعتقد أن وراثة معينة يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان العظام، وقد يكون لدى بعض الأشخاص تعديلات وراثية تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
_ الإشعاع:
قد يزيد التعرض للإشعاع من خطر الإصابة بسرطان العظام، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يحدث التعرض للإشعاع العلاجي السابق لسرطان آخر في الماضي أو التعرض للإشعاع الطبي في حالات أخرى.
_ العوامل البيئية:
هناك بعض العوامل البيئية التي يُشتبه في أنها قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان العظام، ومع ذلك، لا يوجد اتفاق عام حتى الآن بشأن هذه العوامل، وقد تشمل بعض العوامل البيئية المحتملة التعرض للمواد الكيميائية الضارة أو بعض العوامل المحيطية المؤثرة.
_ الأمراض الوراثية المرتبطة:
بعض الأمراض الوراثية النادرة قد تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان العظام، مثال على ذلك متلازمة ريتس (Rothmund-Thomson syndrome) ومتلازمة ليفي (Li-Fraumeni syndrome).

مع ذلك، يجب التأكيد على أن معظم حالات سرطان العظام ليست نتيجة لعوامل واضحة وقابلة للتحكم.

عوامل الخطر لسرطان العظام

سرطان العظام قد ينشأ بشكل عشوائي في بعض الحالات، ولكن هناك بعض العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة به. من بين العوامل المحتملة لسرطان العظام:
▪︎ العوامل الوراثية:
قد يكون للوراثة دور في زيادة خطر الإصابة بسرطان العظام، فبعض الأمراض الوراثية متلازمة ريتشيردزون (أو العظم الزجاجي الهش) وهي حالة وراثية نادرة تتسبب في تقلبات هيكلية في العظام وزيادة الهشاشة، وعلى الرغم من أنه يمكن أن تؤدي الهشاشة العظمية في هذه المتلازمة إلى زيادة خطر الكسور العظمية، إلا أنها لا تقلل من خطر الإصابة بسرطان العظام. في الواقع، هناك بعض التقارير النادرة التي تشير إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان العظام لدى بعض الأشخاص المصابين بمتلازمة ريتشيردزون.
▪︎ العوامل البيئية:
تشير بعض الدراسات إلى أن تعرض الشخص للإشعاع العالي أو المواد الكيميائية السامة في بيئته المحيطة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان العظام.
▪︎ الأمراض السابقة:
بعض الأمراض المزمنة التي تؤثر على العظام مثل العظم الليفي الهش قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان العظام.
▪︎ العمر:
يتطور سرطان العظام في الغالب في الأطفال والمراهقين والشباب البالغين، وعادة ما يكون أكثر شيوعًا في الأعمار الصغيرة.
▪︎ النوع الجنسي:
يبدو أن هناك بعض الانحيازات الجنسية في سرطان العظام، حيث يتم تشخيصه بشكل أكبر لدى الذكور مقارنة بالإناث.

مع ذلك، لا يعني وجود هذه العوامل بالضرورة أن الشخص سيصاب بسرطان العظام، فالعديد من الأشخاص الذين لا يتوفرون على هذه العوامل يمكن أن يصابوا بالمرض أيضًا، لذلك، من الأهمية بمكان أن يتم الكشف المبكر وتشخيص سرطان العظام والبدء في العلاج بأسرع وقت ممكن لزيادة فرص الشفاء وتحسين النتائج.

أعراض سرطان العظام

أعراض سرطان العظام قد تختلف بين الأشخاص وتعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك موقع الورم وحجمه، ومع ذلك، هناك بعض الأعراض الشائعة التي يمكن أن تكون مرتبطة بسرطان العظام، وتتضمن هذه الأعراض مايلي:
_ الإحساس بالألم:
يعد الألم هو العرض الأكثر شيوعاً لسرطان العظام، وقد يكون الألم مزمنًا ومستمرًا في المنطقة المصابة بالورم، والذي يمكن أن يزداد أثناء النشاط البدني أو الليل كما يمكن أن يصاحبه شعور بالحرقة أو النغزات.
_ الورم والتورم:
قد يلاحظ المريض وجود تورم في المكان المصاب بالورم، ويمكن يكون هذا الورم صلبًا ويزداد في الحجم مع مرور الوقت.
_ الكسر:
في بعض الحالات، يمكن أن يتسبب سرطان العظام في كسر غير طبيعي في العظم المصاب، وقد يحدث الكسر بسبب ضعف العظم أو تدميره نتيجة نمو الورم.
_ الشحوب وفقدان الوزن:
قد يلاحظ المرضى فقدانا غير مبرر في الوزن وشحوبًا في الوجه والبشرة، ويمكن أن يكون ذلك نتيجة تأثير الورم على جهاز المناعة والاستهلاك الزائد للطاقة من قبل الجسم.
_ التعب والإجهاد:
قد يشعر المرضى بالتعب والإرهاق المستمر رغم قلة النشاط البدني، ويمكن أن يكون هذا الشعور بالتعب نتيجة لتأثير الورم على وظائف الجسم العامة ونقص الطاقة.

إذا كان لديك أي من هذه الأعراض المذكورة، فمن المهم أن تستشير طبيبك لتقييم الوضع وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لتشخيص الحالة وتقديم العلاج المناسب.

تشخيص سرطان العظام

تشخيص سرطان العظام يتطلب سلسلة من الاختبارات والإجراءات التي تهدف إلى تحديد وتحديد وجود الورم وتقييم نوعه ومدى انتشاره، وفيما يلي بعض الاختبارات المشتركة التي يمكن أن تستخدم لتشخيص سرطان العظام:
_ الفحص الجسدي:
يتضمن الفحص الجسدي تقييم المنطقة المصابة والبحث عن أي تغييرات في العظام أو الأنسجة المحيطة بها، يمكن أن يشمل الفحص الجسدي أيضًا فحص العقد اللمفاوية للبحث عن أي تورم.
_ التصوير الطبي:
تستخدم التقنيات التصويرية مثل الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) والتصوير المقطعي المحوسب (CT scan) للكشف عن الأورام العظمية وتقييم حجمها وموقعها وشكلها، والتي قد توفر معلومات هامة لتحديد نوع الورم وتحديد مدى انتشاره.
_ البيوبسي (التشريح المريضي):
يتم أخذ عينة صغيرة من العظم المصاب أو الورم المشتبه به وإرسالها للتحليل في المختبر، حيث يتم فحص العينة تحت المجهر لتحديد نوع الخلايا الموجودة وتشخيص الورم.
_ التحاليل المخبرية:
قد تتضمن التحاليل المخبرية اختبارات الدم وتحليلات البول للكشف عن أي تغيرات غير طبيعية في المكونات الداخلية للجسم، ويمكن أن تكون هذه الاختبارات مفيدة في تقييم وظائف الكبد والكلى والمستويات الهرمونية والمؤشرات العامة للصحة.

بعد إجراء هذه الاختبارات وتحليل النتائج، يتم وضع تشخيص نهائي لسرطان العظام وتحديد حجم ونوع الورم لإعطاء العلاج الأنسب.
إن التوعية والكشف المبكر يمكن أن يلعبا دوراً حاسماً في التصدي لسرطان العظام، من خلال تعريف الناس بالأعراض المحتملة وتشجيع الفحوصات الدورية والزيارات الطبية، لأن التشخيص المبكر يساهم في زيادة فرص العلاج الناجح وتحسين نتائج المرضى المصابين بهذا المرض.

أنواع سرطان العظام

هناك عدة أنواع مختلفة من سرطان العظام، وقد يتم تصنيفها وفقًا للخلايا المصابة أو المنطقة التي ينشأ فيها الورم، وفيما يلي بعض الأنواع الشائعة لسرطان العظام:
▪︎ سرطان العظام العمومي:
وهو أكثر أنواع سرطان العظام شيوعًا، ويتشكل هذا النوع في الخلايا العظمية المبكرة ويمكن أن يؤثر على العظام في جميع أنحاء الجسم.
▪︎ الساركوما العظمية:
الجزء الأكثر إصابة هو العضد والركبة، لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 19 عامًا.
▪︎ ساركوما إوينغ:
وهي شائعة فقط عند الذكور من الأطفال والمراهقين الذين تقل أعمارهم عن 19 عامًا.
▪︎ سرطان العظم الشبابي:
وهو نوع نادر يحدث بشكل أساسي في الأطفال والمراهقين، ويمكن أن تتأثر به العظام الطويلة مثل الفخذ والساق، وعادة ما يكون ورما كبيرا ومزمن.
▪︎ سرطان العظم العنقودي:
وهو نوع نادر يتشكل في الخلايا العظمية الناضجة ويمكن أن يؤثر على العظام القريبة من المفاصل مثل الركبة والكتف.
▪︎ الكوندروساركوما:
وهو نوع آخر من سرطان العظام يحدث في الغضروف الموجود في العظام، يعتبر هذا النوع شائعا بين الشباب ويمكن أن يؤثر على العظام في الأطراف والفك السفلي.
▪︎ الأورام العظمية الثانوية:
قد يحدث سرطان العظام الثانوي عندما ينتقل سرطان من منطقة أخرى في الجسم إلى العظام، ويعتبر سرطان الثدي وسرطان الرئة وسرطان البروستاتا من بين الأورام الشائعة التي ينتشر إلى العظام.

كما أن هناك نوع آخر من سرطان العظام يتعلق بالخلايا النسيجية الليفية في العظام ويعرف باسم سرطان العظم الليفي (Osteosarcoma)، وهو أكثر شيوعًا في الأطفال والمراهقين، يمكن أن يحدث في العظام الطويلة مثل الفخذ والساق، ويتميز بالنمو السريع والتسبب في الألم والتورم.

من المهم أن نلاحظ أن هذه الأنواع المذكورة هي مجرد نماذج شائعة لسرطان العظام، وقد يوجد أنواع أخرى نادرة أو متغايرة، يتم تحديد النوع الدقيق لسرطان العظام عن طريق التقييم الشامل للخلايا المصابة والمراجعة المختبرية للعينات المأخوذة من الورم.

خيارات علاج سرطان العظام

يعتمد علاج سرطان العظام على عدة عوامل، بما في ذلك نوع الورم ومرحلته وموقعه، بالإضافة إلى عمر وحالة المريض، وقد يتطلب علاج سرطان العظام استراتيجية شاملة تجمع بين العلاج الجراحي والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي، وتشمل الخيارات العلاجية مايلي:
▪︎ الجراحة:
يتم استخدام الجراحة لإزالة الورم بالكامل، وقد يتطلب ذلك إزالة جزء من العظم المصاب والأنسجة المحيطة به، وفي بعض الأحيان، يمكن أن تتطلب الحالة إجراء عملية جراحية ترميمية أو استبدال العظام المصابة.
▪︎ العلاج الإشعاعي:
يستخدم العلاج الإشعاعي لتدمير الخلايا السرطانية المتبقية بعد الجراحة، وقد يستخدم أيضًا قبل الجراحة لتقليل حجم الورم أو بعدها للسيطرة على نمو الخلايا السرطانية.
▪︎ العلاج الكيميائي:
يعتمد العلاج الكيميائي على استخدام الأدوية المضادة للسرطان لقتل الخلايا السرطانية أو تقليل حجم الورم قبل الجراحة أو بعدها، وقد يُعطى العلاج الكيميائي بشكل فردي أو بالتوافق مع العلاج الإشعاعي.
▪︎ العلاج المستهدف:
يستهدف عادة هذا النوع من العلاج تحديد خصائص جينية أو بروتينية محددة في الخلايا السرطانية لاستهدافها وإيقاف نموها أو تدميرها، ويمكن استخدام العلاج المستهدف إما بشكل منفرد أو بتوافق مع العلاج الجراحي أو الكيميائي أو الإشعاعي.
▪︎ العلاج الهرموني:
في بعض الحالات، يمكن استخدام العلاج الهرموني لمعالجة سرطان العظام الذي يستجيب للهرمونات، مثل سرطان العظم الذي يتأثر بالهرمونات الجنسية مثل استروجين أو البروجستيرون، ويستخدم عادة هذا العلاج في حالات سرطان العظام المتقدمة أو الذي عاد بعد العلاج الأولي.
ويتضمن العلاج الهرموني استخدام أدوية تستهدف الهرمونات أو مستقبلات الهرمونات في الخلايا السرطانية، حيث يهدف هذا النوع من  العلاج إلى إبطاء نمو الخلايا السرطانية أو منع انتشارها، وقد يتم استخدام العلاج الهرموني بشكل فردي أو بتوافق مع العلاج الجراحي أو الإشعاعي أو الكيميائي.
ومع ذلك، يجب ملاحظة أن العلاج الهرموني لسرطان العظام ليس فعالًا في جميع الحالات، ويمكن أن يختلف التأثير من شخص لآخر، حيث يعتمد استخدام هذا العلاج على تقييم الحالة الفردية للمريض وتوافر المستجيبية للعلاج.
تحتاج عملية اختيار العلاج المناسب وتحديد الجرعات المناسبة للعلاج الهرموني إلى مراقبة دقيقة ومتابعة من قبل الفريق الطبي المختص، قد يواجه المرضى بعض الآثار الجانبية المحتملة لهذا العلاج، والتي يجب مناقشتها مع الطبيب المعالج لتحقيق التوازن بين الفوائد والمخاطر.

بالإضافة إلى الخيارات المذكورة، قد يشمل العلاج المكمل أو العلاج الداعم العلاج الطبيعي، والتغذية الجيدة، والرعاية النفسية والدعم النفسي، والمشاركة في البرامج التأهيلية للتعامل مع التأثيرات الجانبية.

الوقاية من سرطان العظام

تشمل مجموعة من الإجراءات التي يمكن اتخاذها للحد من خطر الإصابة بالمرض، وعلى الرغم من أنه لا يمكن منع سرطان العظام بشكل مطلق، إلا أن الاتباع السليم للإرشادات الوقائية يمكن أن يقلل من احتمالية الإصابة به، وإليك بعض النصائح الهامة للوقاية:
_ يجب الحرص على تناول نظام غذائي متوازن وغني بالفواكه والخضروات، والحبوب الكاملة، والبروتينات الصحية، كما يجب تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم والفيتامين د الذي يعد مفيداً لصحة العظام.
_ الحفاظ على نشاط بدني منتظم يمكن أن يساهم في تعزيز قوة العظام والحفاظ على صحتها، وقد تشمل هذه التمارين المعتدلة مثل المشي وركوب الدراجة والسباحة.
_ ينبغي تجنب التعرض المفرط للإشعاع، سواء كان من مصادر خارجية مثل اشعة الشمس القوية أو من مصادر طبية مثل الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي.
_ يجب تجنب التعرض المباشر أو المهني للمواد الكيميائية السامة التي يُعتقد أنها قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان العظام.
_ من المهم إجراء الفحوصات الدورية والكشف المبكر عن أي علامات مشتبه بها أو غير طبيعية في العظام، كما ينصح بالتواصل مع الطبيب المختص لتقييم الحالة والحصول على الفحوصات اللازمة.

الأبحاث والابتكارات الحديثة في مجال مكافحة سرطان العظام

تشهد مجالات الأبحاث والابتكارات المتعلقة بمكافحة سرطان العظام تقدمًا هامًا في السنوات الأخيرة، حيث يعمل الباحثون والعلماء على استكشاف وتطوير تقنيات وعلاجات جديدة لمكافحة هذا المرض القاتل، وفيما يلي بعض الابتكارات الحديثة في هذا المجال:
_ العلاج الموجه بالأشعة:
يتم استخدام التقنيات المتطورة لتوجيه العلاج الإشعاعي بدقة نحو ورم العظم، مما يقلل من التأثير السلبي على الأنسجة السليمة المحيطة به، يساهم ذلك في زيادة فعالية العلاج وتقليل الآثار الجانبية.
_ العلاج الهدف الجزيئي:
يستهدف هذا النهج الجزيئات المحددة في خلايا ورم العظم التي تساهم في نموه وانتشاره، يتم تطوير الأدوية والعلاجات المستهدفة لاستهداف هذه الجزيئات بدقة، مما يعزز فعالية العلاج ويقلل من الآثار الجانبية.
_ العلاج الكيميائي المستهدف:
يستخدم الأدوية المستهدفة لاستهداف خصائص ورم العظم الفريدة، مثل تحفيز عوامل النمو ومكونات الخلايا السرطانية، تهدف هذه العلاجات إلى تقليل الضرر الناجم على الأنسجة السليمة وتحسين فعالية العلاج.
_ العلاج الإنزيمي:
يستهدف العلاج الإنزيمي العملية الحيوية في خلايا ورم العظم للحد من نموها وانتشارها، وتُستخدم العقاقير والأدوية التي تعمل على تثبيط أو تعطيل الإنزيمات الحيوية المسؤولة عن النمو الخلوي غير الطبيعي.
_ العلاجات الجديدة المبتكرة:
يشهد مجال مكافحة سرطان العظام تطورًا ملحوظًا في مجال العلاجات الجديدة المبتكرة، فمثلاً، يتم دراسة استخدام العلاجات المناعية لتعزيز استجابة جهاز المناعة في محاربة الأورام العظمية، وتعمل هذه العلاجات على تحفيز وتعزيز قدرة الجهاز المناعي على التعرف على الخلايا السرطانية ومواجهتها.

علاوة على ذلك، توجد أبحاث مستمرة في مجال العلاجات المستهدفة للجينات المتحكمة في نمو ورم العظم، ويهدف هذا النهج إلى استهداف الجينات الخاطئة أو المتحكمة في عملية النمو الخلوي غير الطبيعي، وبالتالي تثبيط نمو الورم وتقليل انتشاره.
لا يقتصر التقدم في مجال مكافحة سرطان العظام على العلاجات فحسب، بل يشمل أيضًا تحسينات في وسائل التشخيص، حيث يتم تطوير تقنيات التصوير المتقدمة مثل التصوير بالرنين المغناطيسي عالي الدقة وتقنيات التصوير الجزيئي لتحسين قدرة تشخيص سرطان العظام وتمييزه عن الأورام الأخرى.

وأخيرا:
يتطلع المجتمع الطبي والعلمي إلى تطوير المزيد من الابتكارات والعلاجات الجديدة لمكافحة سرطان العظام، من خلال الاستمرار في البحث والتطوير والتعاون المستمر بين العلماء والأطباء والمرضى، نأمل في تحقيق تقدم كبير في علاج ووقاية سرطان العظام وتحسين نتائج العلاج ونوعية حياة المرضى المصابين بهذا المرض المدمر.