هل يتحول الورم الشحمي الى سرطان؟
إمكانية تحول الورم الشحمي إلى سرطان
الورم الشحمي (Lipoma) هو ورم حميد شائع يتكون من خلايا دهنية، ويُعد من أكثر الأورام الحميدة التي تصيب الأنسجة الرخوة في الجسم، ويتميز الورم الشحمي عادةً بأنه كتلة ناعمة ومتحركة تحت الجلد، وغير مؤلمة في معظم الحالات، كما يظهر غالبًا في مناطق مثل الجذع والرقبة والكتفين والذراعين والفخذين.
على الرغم من أن الورم الشحمي حميد بطبيعته، فإن السؤال المتكرر الذي يطرحه الكثيرون هو: "هل يمكن أن يتحول الورم الشحمي إلى سرطان؟"
طبيعة الورم الشحمي
لفهم الإجابة على هذا السؤال، من المهم أولاً فهم طبيعة الورم الشحمي:
▪︎ حميد (Benign): يعني أن الورم غير سرطاني ولا ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم (لا يحدث نقائل).
▪︎ يتكون من خلايا دهنية ناضجة: هذه الخلايا تشبه الخلايا الدهنية الطبيعية في الجسم.
▪︎ بطيء النمو: ينمو الورم الشحمي عادةً ببطء شديد أو يتوقف عن النمو تمامًا.
▪︎ غير مؤلم: في معظم الحالات، لا يسبب الورم الشحمي أي ألم إلا إذا كان يضغط على عصب قريب أو كان في مكان يتعرض للاحتكاك المستمر.
هل الورم الشحمي يتحول إلى سرطان؟
الإجابة المباشرة والمطمئنة هي: لا، لا يتحول الورم الشحمي الحميد النموذجي إلى سرطان.
الأورام الشحمية هي أورام حميدة مستقرة بطبيعتها، وخلاياها لا تظهر عليها التغيرات الجينية أو الخلوية التي تؤدي إلى التحول السرطاني، بمعنى آخر، المسار البيولوجي للورم الشحمي يختلف تمامًا عن المسار الذي تسلكه الخلايا السرطانية.
الأورام المشابهة للورم الشحمي التي قد تثير اللبس
على الرغم من أن الورم الشحمي لا يتحول إلى سرطان، إلا أن هناك بعض الحالات التي قد تثير اللبس أو القلق، وهي كالتالي:
▪︎ الساركوما الشحمية (Liposarcoma):
_ ما هي؟ هي نوع نادر من السرطان ينشأ من الخلايا الدهنية، ولكنه يبدأ كسرطان منذ البداية، ولا ينشأ من تحول ورم شحمي حميد موجود مسبقًا.
_ الفروقات الرئيسية:
• النمو: الساركوما الشحمية غالبًا ما تكون أكبر حجمًا وتنمو بسرعة أكبر من الورم الشحمي.
• الملمس: قد تكون الساركوما الشحمية صلبة أو غير منتظمة الملمس، على عكس الورم الشحمي الناعم والمتحرك.
• الموقع: بينما تظهر الأورام الشحمية عادة تحت الجلد، فإن الساركوما الشحمية غالبًا ما تظهر في الأنسجة العميقة أو داخل تجويف البطن.
• الأعراض: قد تسبب الساركوما الشحمية ألمًا أو ضغطًا على الأعضاء المجاورة، أو قد لا تسبب أعراضًا في البداية.
• التشخيص: التشخيص الدقيق للساركوما الشحمية يتطلب إجراء خزعة (Biopsy) وتحليل نسيجي للمقارنة مع الورم الشحمي.
▪︎ الأورام الشحمية غير النمطية (Atypical Lipomatous Tumors - ALT):
_ هذه الأورام تعتبر حدية (Intermediate) بين الأورام الحميدة والخبيثة، ولديها بعض الخصائص الخلوية التي تختلف عن الورم الشحمي النموذجي، ولكنها لا تزال لا تظهر السلوك العدواني للساركوما الشحمية عالية الدرجة.
• الخطورة: على الرغم من أنها ليست سرطانات حقيقية بالمعنى التقليدي، إلا أنها لديها احتمالية للنمو الموضعي المتكرر، وفي حالات نادرة جدًا، قد تتطور إلى ساركوما شحمية عالية الدرجة.
• الإدارة: تتطلب هذه الأورام متابعة دقيقة وإزالة جراحية واسعة لتقليل خطر التكرار.
عند الإصابة بالورم الشحمي، متى يجب استشارة الطبيب؟
على الرغم من أن معظم الأورام الشحمية لا تدعو للقلق، إلا أنه من المهم استشارة الطبيب إذا لاحظت أيًا من التغيرات التالية في كتلة تحت الجلد:
▪︎ زيادة سريعة في الحجم.
▪︎ ألم أو إيلام عند اللمس.
▪︎ صلابة أو عدم انتظام في الملمس.
▪︎ تغير في لون الجلد فوق الكتلة.
▪︎ ظهور الكتلة في مكان عميق من الجسم (مثل داخل الفخذ أو الذراع).
▪︎ إذا كانت الكتلة تعيق الحركة أو تؤثر على الوظيفة الطبيعية.
سيقوم الطبيب بإجراء فحص سريري وقد يطلب فحوصات إضافية مثل الموجات فوق الصوتية (Ultrasound) أو الرنين المغناطيسي (MRI) لتحديد طبيعة الكتلة، وفي بعض الحالات، قد تكون الخزعة ضرورية للتشخيص النهائي، خاصة إذا كان هناك أي شك حول طبيعة الورم.
الخلاصة:
في الختام، الورم الشحمي الحميد لا يتحول إلى سرطان، إنه ورم حميد مستقر لا يشكل خطرًا على الحياة، ومع ذلك، من المهم التمييز بينه وبين الساركوما الشحمية، وهو نوع نادر من السرطان الذي ينشأ مباشرة من الخلايا الدهنية، فإذا كنت قلقًا بشأن أي كتلة تظهر على جسمك، فمن الأفضل دائمًا استشارة الطبيب للتشخيص السليم والطمأنينة، لأن الفحص المبكر يضمن دائمًا أفضل النتائج في جميع الحالات الصحية.
إقرأ أيضا: