لماذا الإنسان الطيب مظلوم وحياته متعبة؟







لماذا الإنسان الطيب مظلوم وحياته متعبة؟ هل الحياة ليست لهم؟ كلام سيريح قلبك بإذن الله

يدور الموضوع بشكل أساسي حول فلسفة الابتلاء في حياة المؤمن الصالح، وتقديم المواساة واليقين بأن هذه الشدائد هي جزء أصيل من سنن الله الكونية والتشريعية، وأنها مقدمة للنصر والأمن الحقيقي.







إليك موضوع مفصل حول محاور المحاضرة الرئيسية:
الابتلاء في حياة المؤمن الصالح: سُنة إلهية ومقدمة للنصر
تقوم المحاضرة على معالجة سؤال جوهري يؤرق الكثيرين: لماذا يتعرض الإنسان الصالح والطيب للظلم والشدائد وتكون حياته متعبة في هذه الدنيا؟ ويقدم الشيخ محمد الشنقيطي الإجابة مستنداً إلى آيات القرآن الكريم والسنة النبوية، مؤكداً أن هذه الدنيا هي "دار صراع بين الحق والباطل" وليست دار راحة أو جزاء نهائي. 

1. الابتلاء أساس دخول الجنة ونيل الأمن

يؤكد الشيخ أن الابتلاء هو الطريق الوحيد الموصل إلى الجنة، مستشهداً بقوله تعالى: "أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا" ومن أبرز النقاط التي تناولها في هذا المحور:
▪︎ الخوف في حياة الأنبياء والصحابة: يضرب أمثلة على الابتلاء بالخوف الذي مر به النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، من الخروج مهاجراً والاختباء في الغار، إلى حصار الأحزاب في المدينة، حيث بلغت القلوب الحناجر من شدة الخوف.
▪︎ الظن بالله وقت الشدة: يربط بين الابتلاء واختلاف الظنون في الله، فالمؤمنون يحسنون الظن ويعلمون أن هذا الكرب العظيم هو "بداية الفرج والنصر"، بينما يسيء المنافقون الظن.
▪︎ علاقة الخوف بالأمن: يشير إلى أن الأمن لا يُعرف قدره إلا بوجود الخوف، فالخوف العظيم هو "سر الأمن العظيم"، وأن الشدائد تقع بمقادير محددة حتى لا يكون الابتلاء مطلقاً على المؤمنين. 

2. سنن النصر وأسباب التمكين

النصر، على الرغم من قربه، إلا أنه مشروط بأسباب ومعالم إلهية يجب على المؤمنين تحقيقها، ومنها:
▪︎ النية الصادقة: أن تكون نية المؤمن خالصة لنصرة الله ورسوله.
▪︎ الدعاء والاستغاثة: التضرع إلى الله والاستغاثة به.
▪︎ وحدة الصف: تجنب النزاع والخلاف بين القادة والجند، والالتزام بالسمع والطاعة. 

كما يؤكد الشيخ أن البلاء يأتي على ثلاثة أنواع: بالاوامر (مثل الصلاة والصيام)، وبالمحظور (كترك الفواحش)، وبالمقدور (كالمصائب في الأموال والأنفس)، وأن كل نقص يقع (في الأنفس والأموال) هو مقدمة لزيادة وخير وبركة، لقوله تعالى: "وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ"، وكل ذلك ليُبشِّر "الصابرين". 

3. ثلاث حقائق يقينية في الدنيا

يقدم الشيخ ثلاث حقائق كونية راسخة يجب على المؤمن أن يستحضرها ليتقبل الابتلاء ويستريح قلبه:
▪︎ الموت لا مفر منه: الكل سيموت، وهي حقيقة يقينية.
▪︎ لا راحة في الدنيا: مهما بلغ الإنسان من سعادة، لا بد أن يأتي ما ينغص عليه، والراحة الحقيقية في الآخرة.
▪︎ لا يوجد أرحم من الله: لا أحد يرحمك وقت الشدائد والموت مثل رحمة الله. 

4. خصيصة أمة محمد (بشرى الصابرين)

يخصص الشيخ جزءاً هاماً للحديث عن أعظم مواساة للمبتلى، وهي قوله تعالى: "وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ".
ويشير إلى أن هذه الآية المباركة، بفضل الله، هي من خصائص أمة محمد صلى الله عليه وسلم، حيث لم تُعطَ لأنبياء سابقين مثل يعقوب أو أيوب عليهم السلام في مصائبهم.
الثمرة العظيمة (العزاء): من قال هذه الآية عند المصيبة، سواء كانت مصيبة في الدين أو الدنيا، ينال ثلاث كرامات عظيمة:
▪︎ صلوات من ربهم.
▪︎ رحمة.
▪︎ أولئك هم المهتدون.
ويختتم الشيخ بأن المصيبة إذا عمّت خفّت، وأن الرد الإيجابي على الابتلاء (الرضا والتسليم) يجلب الرضا من الله، وأن التكافل بين المسلمين كـ "الجسد الواحد" هو تجسيد حقيقي للصبر والرحمة الموعودة.

فيديو الشيخ الشنقيطي، لماذا الإنسان الطيب مظلوم وحياته متعبة؟